هذه القصة بزواج شاب من فتاة لا يحبها ولا يُكنّ لها أية مشاعر حب،
لأنه لم يعرفها كثيراً قبل الزواج , ولكن والديه أصرا على ان يتزوج منها.
حاول الشاب ان يحب زوجته بعد الزواج وأن يتقرب منها ,ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل.
وبعد مرور 5 سنوات على زواجهما، قرر الرجل مصارحة زوجته حتي يتخلص من شعور الذنب الذي ينغص عليه حياته ، فهي فتاة طيبة لا تستحق الخيانة.
و في اليوم الموعود الذي قرر فيه الحديث معها ,عاد الزوج من عمله فوجدها قد جهزت له طعام الغذاء ، ولكنه تجاهل ذلك وقال لها في جدية :
أريد أن اتحدث معك في أمر مهم ، أصابها القلق والتردد ولكنه تجاهل ذلك أيضاً وأكمل كلامه قائلاً : أنا ـ صراحة ـ لا أحبك ,وأنت تعرفين ذلك، وقد تعرفتُ منذ فترة على فتاة تعمل معي وأريد ان أتزوج منها، ولكني لا أستطيع أن أجمع بينكما , لذلك ,لا يوجد حل غير الطلاق لأني لا أريد أن أعذبك واتزوج عليك .
أصابته الدهشة عندما جاء رد فعلها مخالفاً تماماً لكل ما توقع، فهي لم تغضب ولم تَثُر ولم تتهمه بالظلم أو الخيانة ، واكتفت فقط بابتسامة هادئة وهي تقول :
أنا موافقة على الطلاق، ولكن بشرط واحد فقط ، فقال بدون تفكير : أنا موافق على كافة شروطك .. فقالت الزوجة : شَرطي أن تحملني كل ليلة بين ذراعيك من باب المنزل وحتي حجرة نومنا لمدة شهر كامل .. تعجب الزوج كثيراً من شرط زوجته ولكنه وافق على أي حال، لأنه مستعد لفعل أي شيء حتى يتخلص من هذه القيود ويتزوج من حبيبته .
وبالفعل بدأ الزوج ينفذ شرط زوجته كل يوم لمدة شهر كامل، وفور رجوعه من العمل يقوم بحمل زوجته من باب المنزل وحتى حجرة نومهما وهى تطوق عنقه بذراعيها في هدوء وبابتسامة رقيقة ، وعندما يراهما ابنهما الصغير الوحيد يقفز نحوهما في فرح ويبدأ يلعب معهما في سعادة ويستمتعان بقضاء أجمل الأوقات سوياً ..
مرت الأيام وبدأ الزوج يشعر بشيء غريب نحو زوجته ، بعاطفة لم يحسَّ بها من قبل، حتي أنه أصبح ينتظر الدقيقة التي يعود فيها إلى المنزل كي يحملها ويلعب معها ومع ابنهما ويقضي معهما الوقت، وفجأة شعر بنفور نحو حبيبته التي تعمل معه ، وبدأ يتهرب منها , وبدأت مشاعر حقيقية تنمو بينه وبين زوجته ..
انتهى الشهر وكانت العلاقة بين الزوج وزوجته قد اختلفت تماماً، فقد تقرب اكثر وأكثر من زوجته وعرف حقيقة شخصيتها وطباعها الهادئة الجميلة، وأخذ يفكر في نفسه , كم هي إنسانة رائعة ولطيفة، وندم كثيراً على ما فعل ولكن بعد فوات الأوان .
وذات يوم عاد الزوج من منزله حزيناً وهو يفكر كيف يراضي زوجته ويعتذر لها ، لكنه فوجئ بها نائمة على الأرض ، اقترب منها فوجدها في حالة إعياء شديد، سألها عن حالها، فبكت وهي تصارحه أنها مصابة بالسرطان وأن الأطباء قد أخبروها أنها سوف تموت بعد شهر، ولذلك أرادت أن تؤجل موعد الطلاق حتى ينتهي هذا الشهر وتتمكن من قضاء آخر أيامها بقربه، وكان هدفها أن تجعله يقترب من ابنهما ويحبه ..
فارقت الزوجة الحياة وتركته يتألم وحدة وجَعاً وندماً .. وقد كتب الزوج آخر سطور قصته قائلاً :
فقدت جوهرتي الثمينة، وخسرت كل شيء.
ولقراءة القصة من المصدراضغط