خلدت بلادنا بالتعاون مع الاتحاد الافريقي اليوم الأربعاء، اليوم الافريقي للبيئة ولونكاري ماتاي،النسخة 2017 تحت شعار:” حماية البيئة الافريقية لفائدة الاجيال الحاضرة والمستقبلية وتنفيذ اجندة 2063″.
وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة التي احتضنها قصرالمؤتمرات بنواكشوط، بكلمة لوزير البيئة والتنمية المستدامة السيد آميدي كمرا، رحب في مستهلها بالوفود التي حضرت الاحتفالات المخدة لليوم الافريقي للبيئة، مبرزا شرف موريتانيا بختيارها لاحتضان هذاالحدث القاري الكبير.
وقال إن الثالث من مارس المقبل يشكل موعداافريقيا هاما تتكلم فيه المجموعة الافريقية بصوت موحد لايقاظ الضمير استجابة للضرورة الملحة للعمل في سبيل حماية البيئة من أجل تنمية مستدامة وذلك منذ 2002 على اثر قرار من مجلس وزراء منظمة الوحدة الافريقية المنعقد في دوربان في جنوب افريقيا.
وأضاف أن هذااليوم وعلى مرالسنين،أصبح منصةافريقية عامة من أجل تحسيس الجماهير على نطاق واسع عبرقارتنا وفرصة للسكان من أجل القيام باعمال ايجابية على نحو فردي وجماعي من أجل حماية البيئة والتنمية المستديمة، مبرزا أن حماية البيئة تمر عبر التسيير المستديم للمواردالطبيعيةالذي يمثل حجرالزاوية لبقاءالسكان ولا سيما شريحتي”النساء والشباب”.
وأضاف ان تخليداليوم الافريقي للبيئة و”لونكاري ماتاي” يشكل مناسبة للتذكير بأن النساء دعامة قوية للتغيير وأن قيادتهن جوهرية في نهوض المجتمعات وفي تسيير الموارد الطبيعيةالمتجددة وفق ماكانت تفعله “ونكاري ماتاي”.
وأشار الوزير الى العديد من المبادرات التي اتخذتها افريقيا لدعم المحافظة على البيئة واستعادتها كمبادرةالسورالاخضر الكبير من أجل الصحراء والساحل التي انطلقت سنة 2005 والتي تستهدف دعم جهود المجموعات المحلية في التسيير والاستغلال المستديمن للغابات والمراعي وسائرالموارد الطبيعية في المناطق القاحلة ومبادرة استعادة المناظرالغابوية في افريقيا التي انطلقت في دجمبر 2015 خلال المنتدى العالمي للمناظر والتي ترتبط بمبادرة المناظر الافريقية الصامدة الى جانب مبادرات أخرى لا تقل أهمية من أجل المحافظة على النظم البيئية والتنوع البيولوجي في افريقيا.
وبين ان بلادنا تعد من البلدان الاكثر تأثرا بعوامل تدهورالتنوع البيولوجي الحيواني والنباتي وأن التغيرالمناخي مع عبئه المتمثل في الجفاف وقحط التربة والتصحر وتلوث الجو والتربة والماء انجر عنه التدهور المستمر في التنوع البيولوجي والمنظومات البيئية واختفاء العناصر الغذائية والانواع الحيوانية والنباتيةالتي كانت تعيش عليها.
وأوضح أن هذه الوضعية ماتزال تضعف اقتصاداتنا وتشوش على حياةالمجتمعات المحلية وتوطن انعدام الامن الغذائي وتسبب نزوح السكان من الارياف الى المدن،بالاضافةالى الاقتلاع الفج من أجل الحراثة والقطع المفرط للاشجار، والحرائق البرية وقنص الحيوانات المتوحشة وهي أمور من بين أخرى،أدت الى اختفاء عدة أنواع وأرغمت أخرى على النزوح عابرة حدود مختلف البلدان الافريقية نحو أوساط أكثر رحمة وسكينة.
وأكد أن قطاع البئيئة ووعيا بفداحة هذه الظاهرة، اتخذ جملة من الاجراءات بهدف تحسيس السكان باهميةالبيئة كما يعمل من أجل تخفيض التأثير السلبي للفعل البشري على المواردالطبيعية عبر ترسانة قانونية ومؤسسية وسياسات مناسبة لحمايةالبيئة وتأمين التسييرالمستديم للمواردالطبيعية طبقا للتوجيهات السامية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبدالعزيز في هذاالمجال.
وبدوره اشارالسيد سليمان جاباتي، ممثل منظمة اليونيسيف في بلادنا باسم منظومة الامم المتحدة في موريتانيا الى أن اليوم الافريقي للبيئة تم اقراره عام 2010 من قبل مجلس وزراءالاتحادالافريقي،تثمينا لجهودالسيدة لونكاري ماتاتي البيئية الكينية المشهورة واعترافا بعملها كشخص مستحق والتي من أجلها تم انشاء جائزة وانكاري ماتاي للانجازات الكبيرة في مجال المحافظة على البيئة والتنوع البيولوجي.
وقال ان اليوم الافريقي للبيئة يشكل مناسبة لتحسيس الافارقة حول الاشكاليات البيئيةالتي تعتبرمن الاسباب الرئيسية للفقروالتخلف في افريقيا،مشيراالى أن الاقتصادالافريقي يعتمد على المواردالطبيعيةالتي تشكل هي الاخرى نظاما لحياة جزء كبير من سكانها.
وأوضح أن الحكومةالموريتانية -وعيا منها بجسامةالتحديات المطروحة- قامت بعدة مبادرات منذ عدة سنوات لاستعادةالمواردالطبيعية والمكافحة الناجعة ضد تدهور البيئة مع كل شركائهاالفنيين والماليين من ضمنهم العديد من وكالات الامم المتحدة كماأن موريتانيا تسلحت بسياسة في مجال البيئة مع وضع استراتجية وطنية للبيئة والتنمية المستدامة وخطة عمل وطني من أجل البيئة سنة 2006 يجري تفعيلها حاليا بدعم من برنامج الامم المتحدة للتنمية لمواكبة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والمحاورالاستراتيجية لاستراتيجية للنمو المتسارع والرفاهية المتبادلة.
ومن جانبه نبه الناطق باسم الاتحاد الافريقي السيد المامي دافا في كلمة بالمناسبة الى أهمية اليوم الافريقي للبيئة في تنويرالرأي العام الوطني والاقليمي حول أهمية المحافظة على النظم البيئة والتنوع البيولوجي في هذه القارة،مثمناا جهود موريتانيا في هذاالمجال.
وأضاف أن اليوم الافريقي للبيئة يمثل أيضا منصة للحكومات الافريقية وشركائها للتباحث بشان ايجاد الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة على البيئة ،مشيدا في هذا السياق بخبرة موريتانياالتي اصبحت مقدرة لدى كل البلدان الافريقية.
وأشاد- بوصفه مواطنا غامبيا-بالدورالريادي الذي لعبه رئيس الجمهوريةالسيد محمد ولد عبدالعزيز لتخرج غامبيا من أزمتهاالاخيرة،حيث تمكن بفضل حكمته من انقاظ غامبيا والخروج بهاالى برالامان والحفاظ على امنها واستقرارها.
وأعربت السيدة فاطمة بنت عبدالمالك عمدة بلدية تفرغ زينه بنفس المناسبة عن تقديرها لاختيار بلادنا لاحتصان هذه التظاهرة الافريقية البيئية وهو ما يشكل تقديرا لما عود عليه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز دول الاتحاد الافريقي وكل دول القارة من سعي دؤوب لتوحيد الجهود الافريقية أمام التحديات المناخية.
وقالت إن الحفاظ على الوسط الطبيعي يعتبر أولى الأولويات لبناء البلدان وتعزيز تنميتها بل والحفاظ على كيانها من الاضمحلال والاندثار،مستعرضة الوضعية المناخية لبلدية تفرغ زينة.
وتابع المشاركون بعد ذلك فيلما وثائقيا قدمته الشركة الموريتانية للكهرباء “شومك” حول ادخال الطاقات المتجددة واستغلالها بدل الطاقات الاحفورية في موريتانيا.
وحضر حفل افتتاح اليوم الافريقي للبيئة وزراء التجارة والصناعة والسياحة والشؤون الاجتماعية والطفولة والاسرة والشباب والرياضة وشخصيات عديدة أخرى.