أستغرب استنكار البعض الهجرة إلى الحيط وكأنهم نسوا حال البلد، وكذلك البلاد المجاورة، حتى لو افترضنا تحسن الأحوال واستحداث سياسات ناجعة في التنمية، فإن ذلك لن يجعل بلدنا على الأمد القريب دولة يهاجر إليها، لذا تبقى الهجرة من أحسن الحلول، بل تعود على البلد بالحوالات التي ترفع من قيمة العملة، وتقلل من التزاحم على الفرص القليلة المتاحة.
بل ينبغي تشجيعها ورسم سياسات تساعد المهاجرين في غربتهم، وتيسر سبل الحوالة كما فعل المغرب مع مهاجريه.
ومن الأدلة الواضحة والبسيطة على أهمية الهجرة، النظر في العدد والحاولات المتوقعة كنهم، فالذين هاجروا عن طريق الحيط يقدرون بأربعين ألفا لنفترض أن كل أحد منهم يرسل ألف دولار للشهر لأسرته ومحيطه، إذا نستقبل من حاولاتهم أربعين مليون دولار كل شهر، إذا الهجرة
ستوفر نصف مليار سنويا، وهذا رقم قريب من المتوقع من عوائد الغاز.
* د. أحمدو ولد عمار.