لعيون: ورشة تكوينية حول " أحكام التجويد وقراءة أبي عمرو البصري" (صور)

جمعة, 03/05/2024 - 17:36

نظمت وحدة الدراسات القرآنية والحديثية في كلية أصول الدين بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون أمس الخميس بقاعة البروفسور محمد ولد أعمر (قاعة الندوات) ورشة تكوينية بعنوان " أحكام التجويد وقراءة أبي عمرو البصري".

وفي كلمة بالمناسبة رحب عميد كلية أصول الدين د.محمد المختار ولد محمد فاضل بالحضور من ممثلي سلطات إدارية وعمداء وأمناء عامين ومديري معاهد وشيوخ محاظر وأئمة.

كما نوه عميد كلية أصول الدين" بفضل القرآن ومكانته.".

و بعد الكلمة الترحيبية لعميد الكلية ركز رئيس وحدة الدراسات القرآنية والحديثيةد. محمد سالم اباه "على الحديث عن فضل القرآن ومكانته؛ و قدسيته واهتمام علماء الأمة البالغ بكل العلوم المتعلقة به لا سيما علم التجويد"؛ مستعرضا" مكانة القرآن نصوصا شرعية متضافرة".

وقد بدأت بعد ذلك المحاضرات؛ حيث كانت المحاضرة الأولى عن " أحكام التجويد عموما ونبذة عن علم القراءات" مع د الشيخ عضو هيئة التدريس بالجامعة أـ د. محمد يحيى الشيخ جار الله؛ حيث قسم محاضرته إلى محورين الأول منهما محور التجويد، و استعرض فيه تعريف التجويد ونشأته وتأصيله في عصر الصحابة رضوان الله عليهم ثم التجويد في القرن الثاني، ثم أول من تحدث عنه ضمن كتب غير مخصصة له، ثم أول من أفرده بالتأليف، كما تطرق لمسيرته العلمية حتى استقر كعلم مستقل، وعرج على ذكر مجموعة من المؤلفات في علم التجويد ثم حكمه ونسبته إلى العلوم الأخرى؛ فهذه أبرز نقاط المحور الأول المتعلق بالتجويد.

وتناول - ولد الشيخ جار الله - في المحور الثاني من هذه المحاضرة القراءات؛ مقدما تعريف القراءات لغة واصطلاحا ثم أركان قبول القراءة مع شرح كل ركن باستفاضة، كما طرق بعد ذلك مرحلة نشأتها واستمرارها في عهد الصحابة ثم التابعين ثم أول من ألف في القراءات، وأول من ألف في السبعة وهو أبو بكر بن مجاهد ثم قيم عمل ابن مجاهد هذا، وبعد هذا تناول الحديث عن الحافظ أبي عمرو الداني ثم عن الإمام الشاطبي ثم عن الحافظ ابن الجزري؛ ليعرج بعد ذلك على ذكر بعض شراح الطيبة ثم عدد شروح الشاطبية التي جاوزت المائتين، وقد أجاد وأفاد؛ إذ لم يفته باب التفريق بين مصطلحات كالقراءة والرواية والطريق".

كما بين" الفرق بين القراءات العشر الكبرى والعشر الصغرى وعدد الطرق في كل واحدة منهما، ليصير إلى توجيه القراءات ونشأته والمراحل التي مر بها، وكان في بداية حديثه عن نشأة القراءات قد ذكر بعض من ألف في القراءات قبل ابن مجاهد"؛ مؤكدا "أن كتاب ابن مجاهد كان هو الفيصل في هذا العلم، ثم ذكر التجويد، والذين ضمنوه كتبهم ابتداء من سيبويه إلى الفراء والزجاج والأخفش ثم تعرض لذكر من ألفوا فيه استقلالا بعد كتاب ابن مجاهد مثل أبي علي الفارسي والحسين بن خالويه ومكي بن أبي طالب القيسي والمهدوي في شرح الهداية."

و تحدث د. محمد يحيى الشيخ جار الله " عن أهمية اللغة العربية لطلاب القراءات"؛ مبينا" أنه لابد لطلاب القراءات من أن يلموا باللغة العربية إلماما واسعا"؛ مستحضرا "نماذج وأمثلة على ذلك؛ كذكر التوجيه بعد القراءات التي أشكل توجيهها. وقد تعرض أيضا للحديث عن المصاحف وكتابتها وعددها والمدن التي أرسلت إليها ثم ذكر بعض من نقل من هذه المصاحف، كما استحضر في التوجيه الحديث عن واضعه وما فيه من الخلاف وما حكم العمل به ومعرفة قواعده.".

وبعد المحاضرة تم عرض نماذج تطبيقية من قراءة أبي عمرو البصري من روايتيها (السوسي والدوري) قدمها بعض طلبة قسم القرآن وخريجيه؛ ليعلق عليها الشيخ؛ بيانا وتقييما .

المحاضرة الثانية تناولت "قراءة الإمام أبي عمرو البصري"، حاضر فيها أ.د. أحمد كوري بن يابة السالكي، نائب عميد كلية أصول الدين، وأستاذ القرآن الكريم وعلومه بالكلية حيث زاوج المحاضر في تأطيره بين النظري والتطبيقي؛ متطرقا إلى" أبواب أصول قراءة أبي عمرو، حسب ترتيبها المعروف عند القراء"، متحدثا "عن سبب اعتماد القراء لهذا الترتيب".

و تحدث المحاضر مذهب الإمام أبي عمرو " عن أبواب الأصول، مقارنها ببعض الروايات المشهورة عند المعاصرين، كروايات قالون وورش وحفص".
و أوضح -ولد السالكي-" خصائص قراءة الإمام أبي عمرو، من خلال المقارنة بين روايتيه المشهورتين رواية الدوري ورواية السوسي.".

و استخدم المحاضر " لإيصال المعلومة للجمهور المستهدف وترسيخها، وسائل سمعية وبصرية، تمثلت في عرض لوحات ومشجرات وجداول توضيحية، باستخدام جهاز العرض، مع عرض نماذج من المصاحف المضبوطة برواية الدوري، والمصاحف المضبوطة برواية السوسي عن أبي عمرو، وربطها بتسجيلات لبعض كبار المقرئين الذين سجلوا مصاحف مسموعة بهاتين الروايتين".

هذا وقد خضع طلاب القسم لتدريب عملي حول تطبيق أصول قراءة أبي عمرو من روايتيه، مع التركيز على نماذج من مذهبه في مسائل القراءات، والرد على أسئلة المشاركين واستشكالاتهم.

وتخللت الورشة التكوينية ردودا على أسئلة الطلاب واستفساراتهم.

وتستهدف الورشة التكوينية التي نظمتها كلية أصول الدين جمهورا عريضا من طلبة العلم بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون وخارجها؛ من طلاب المحاظر وشيوخها وأئمة المساجد وغيرهم من المهتمين.

القسم: 
بقية الصور: 

صورة