حين عجز الخوارج عن مغالبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومقارعة الخليفة معاوية بن أبي سفيان ومحاججة عمرو بن العاص اتفق رأيهم على أن يتخلصوا من الثلاثة دفعة واحدة أثناء خروجهم لصلاة الفجر فانتدبوا عبد الرحمن بن ملجم المرادي لاغتيال علي والبرك بن عبد الله التميمي لمعاوية وعمرو بن بكر التميمي لعمرو بن العاص فنجح الأول في مهمته وفشل الثاني فيما افتدي الثالث بشبيهه خارجة بن حذيفة القرشي؛ وفي ذلك يقول ابن عبدون اليابري يخاطب الموت :
(وليتها إذ فدت عمرا بخارجة ... فدت عليا بمن شاءت من البشر)
وبعد هذه الواقعة اتخذ الخليفة معاوية قرار بوضع حاجز في المسجد بين مصلاه ومصلى بقية عامة المسلمين خشية الغدر به من أحد معارضيه الشيعة أو الخوارج أو الزبيريين.
ورغم اختلاف السياق بقي الخيار للإمام في استمرار هذا الحاجز بينه وبين العامة أو إلغاءه ولكن ذلك مرتبط على ما يبدو بدرجة الثقة المتبادلة بين الحكام والمحكومين والذي من الواضح أنه يتباين بين الأمم تباين الأنظمة وأساليب الحكم.
د. عيد السلام ولد يحيى